قصة اكتشاف مرض الاسقربوط |
ما هي قصة اكتشاف مرض الاسقربوط تعود أول معلومة موثوقة عن هذا المرض إلى حقبة الحروب الصليبية أي بداية القرن الثالث عشر، وتتعلق بالأمراض بين أطقم السفن، حيث أصبح ما يسمى بعقرب البحر أكثر انتشارًا في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، وذلك خلال حقبة الطواف الأول حول العالم، ولذلك فقدت سفينة فاسكو دا جاما عام 1495 أكثر من مائة من أفراد البعثة البالغ عددهم 160 فردًا وهي في طريقها إلى الهند، وقام الكابتن كوك بتضمين كمية كبيرة من الفاكهة في النظام الغذائي للطاقم، وبالتالي كان من الممكن علاج جميع مرضى السكوربوتيك.
ولطالما سادت نظرية الطبيعة المعدية للمرض بين الأشخاص الذين يعرفون عن كثب أهوال الطاعون، والتيفوئيد والأمراض الرهيبة الأخرى، ومع ذلك لاحظ البحارة في رحلاتهم أن الخسائر الناجمة عن داء الاسقربوط على السفن المتجهة إلى الوطن، والتي تشكل فيها ثمار الحمضيات جزءًا ضخمًا من المؤن كانت أقل بكثير، ولذلك بدأ الموظفون في البحرية في تلقي حصص الإعاشة والتي تختلف اختلافًا كبيرًا عن الحصص العسكرية المعتادة.
وفي عام 1747 عمل كبير الأطباء في مستشفى جوسبورت البحري (James Lind)، أول دراسة إكلينيكية في \العالم أثبتت أن الخضار والحمضيات يمكن أن تمنع تطور داء الاسقربوط، وفي نفس العام تحدث السير (Richard Hawkins)، والذي فقد ما لا يقل عن عشرة آلاف من مرؤوسيه خلال مسيرته المهنية، عن وسائل الوقاية من هذا المرض، وفي ضوء الرأي الراسخ حول الطبيعة المعدية لهذا المرض انتقد الأطباء البريطانيون البارزون ليند لفترة طويلة، كما عانى الغزاة الروس للقطب الشمالي في بداية القرن العشرين من مرض الاسقربوط.
حيث يقدر المؤرخون الطبيون أنه بين عامي 1600 و1800 مات حوالي مليون بحار بسبب الإسقربوط، وهو مرض خطير يحدث عادة على متن السفن في رحلات طويلة، وتجاوز هذا الخسائر البشرية في جميع المعارك البحرية في ذلك الوقت، وفي البر الرئيسي حدثت أمراض الإسقربوط الجماعية، كقاعدة عامة في الأماكن المزدحمة المعزولة: الحصون المحاصرة، والسجون والقرى النائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق