قد يظهر لدى الزوج مشاكل واضطرابات نفسية ناجمة عن عدم قدرته في مصارحة الزوجة بوجود خلل لديه في الأداء الجنسي، وقد ينجم عن هذا الصمت تراكم المشاكل والمشاحنات التي قد تدمر الحياة الزوجية. فكيف يمكن تمييز هذه المشاكل الجنسية؟
يقولون أن العلاقة الجنسية بين الأزواج هي مراة تعكس الحياة الزوجية بأكملها، ومن الطبيعي إن يشعر الزوج بوجود خلل في الأداء الجنسي لديه أو بضعف الإنتصاب خلال الجماع فإنه سيشعر بالإحباط وقد يؤثر هذا على العلاقة بين الزوجين. وقد يخجل بعض الأزواج من مصارحة زوجاتهم والحديث حول هذه المشاكل التي قد تخلق فجوة كبيرة بينهم فيما بعد بسبب الكتمان، ومن المرجح أن يتغير سلوك الزوج وينتج عن هذا ظهور حالة من التوتر التي تسود أجواء المنزل. ويذكر أن حوالي 30% من النساء اللاتي يعاني أزواجهن من مشاكل في الأداء الجنسي سيطورون مشاكل خاصة بهن وقد يؤدي هذا إلى تزايد المشاكل الأسرية.
ويذكر أن اضطرابات الأداء الجنسي هي مشكلة شائعة جداً، وقد تظهر لدى الرجال بدرجات متفاوتة، إذ انه نحو 40% من الرجال قد يظهر لديهم هذا التفاوت والاختلاف عندما يصلون إلى سن 35 عاماً. وبذلك كيف يمكن تمييز مشاكل الأداء الجنسي لدى الرجال؟
اضطراب الأداء الجنسي عند الرجال
وفقا لأقوال الخبراء في علم الجنس، فإن السيناريو الأكثر شيوعاً في حالة الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب هو الإنكار بوجود اضطرابات في الأداء الجنسي أو الإخفاء عن الشريك، و في الأغلب فإن المدة الزمنية التي تمر بين ظهور الاضطراب في الأداء الجنسي، وبين الموعد الذي يتوجه فيه المصاب الى الطبيب، تتراوح ما بين سنة إلى سنة ونصف.
وفي كثير من الحالات، عندما يكون الرجل لديه مشاكل في الانتصاب فإنه يبدأ في تجنب ممارسة الجنس مع الزوجة، وعندها يتراكم الغضب وتنشأ التوترات بين الزوجين، وهذا يؤدي إلى الشعور بالإحباط وتوليد الأفكار لدى الزوجة بأنها لم تعد جذابة أو أن الزوج يبحث عن شريكة أخرى، وهذه التوترات تثير المشاجرات بين الطرفين وتزيد من التوتر، وهذا يغذي دائرة الإحباط ويقلل من وتيرة النشاط الجنسي بين الزوجين.
ويمكن ملاحظة امتناع الزوج عن ممارسة الجنس من خلال عدد من النقاط التي تشكل تغييراً في سلوكه المعتاد، فقد يتغير سلوكه فيما يلي:
تجنب الدخول مع الزوجة إلى السرير بعد أن اعتادوا على النوم معاً في وقت واحد.
مشاهدة التلفاز حتى في وقت متأخر.
تصفح الإنترنت حتى في ساعات متأخرة من الليل وخاصة لدى الرجال الذين لم يعتادوا على القيام بذلك.
لا يوجد رغبة في ممارسة الجنس وتدني الحالة المزاجية، بجانب تقليص النشاطات الاجتماعية المشتركة بين الطرفين.
الميل إلى العصبية والإحباط.
العلاقة الجنسية أثناء الاضطراب
هناك صلة مباشرة بين مشاكل الأداء الجنسي وبين ظهور الاكتئاب، لاسيما وأن اضطراب الانتصاب يؤدي الى الاكتئاب، أو قد يحدث بسبب الاكتئاب، ومن السهل تمييز حدوث الاكتئاب عند الرجل من خلال ملاحظة عدم اهتمامه بالتفاصيل التي كانت تثيره وقد يشعر بالحزن وعدم الرغبة في فعل أي شيء والتعب المزمن.
وهناك بعض العلاجات الطبية والأدوية، التي يكون لها تأثير سلبي في زيادة مشكلة اضطراب الأداء الجنسي لدى الرجال، ومن هذه الأدوية الدواء المخصص لضغط الدم، غير أن مرضى السكري أيضاً قد يحدث لديهم انخفاض في الأداء الجنسي بعد 5 أو 10 سنوات من المرض، وهذا الأمر مرتبط بمدى توازن السكر لديهم. كما أن الذين يعانون من اضطرابات في الأوعية الدموية، والنوبات القلبية، و أمراض القلب، وأمراض الأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، وما شابه ذلك قد يعانون من مشاكل في الوظائف الجنسية، لأنه يحدث لديهم تضرر في الأوعية الدموية المرتبطة بتدفق الدم إلى القضيب الذكري، والعديد من الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب قد تعمل على تثبيط الرغبة الجنسية، وكذلك الأدوية المخصصة لعلاج الصرع.
يمكن أيضا الانتباه لوجود اضطرابات في الأداء الجنسي من خلال مؤشرات تظهر في غرفة النوم، وعلى سبيل المثال، هناك بعض الحالات التي يحدث فيها القذف بشكل مفاجئ وبسرعة لدى الرجال الذين يكون لديهم الأداء الجنسي سليم، ويحدث هذا القذف أثناء الجماع كردة فعل نفسية وفسيولوجية، ويحدث القذف السريع لأن الجسد يعلم بشكل تلقائي بأن الانتصاب سيختفي فيقذف بسرعة كبيرة. كما أن صعوبة الولوج يمكن أن تشير إلى وجود مشاكل في الوظائف الجنسية لدى الرجال، فإن كان الرجل لديه صعوبة في الولوج، ويحتاج إلى المزيد من التحفيز والمساعدة بشكل أكثر مما كان عليه في السابق، يمكن حينها الاستنتاج أن هناك مشكلة في الأداء الجنسي.
ومع تقدم العصر الطبي الحالي أصبح الإعتراف الرجل بوجود الاضطراب الجنسي لديه هو أمر طبيعي ولا حاجة لإخفاءه والشعور بالخجل، لاسيما وأن مشاكل الأداء الجنسي هي جزء من الحياة، ويمكن علاجها من خلال الطبيب المختص، وفي بعض الحالات، يمكن إحالة الشخص لطبيب مختص في مجال اضطرابات الأداء الجنسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق