يلاحظ المدخنين وجود تحذيرات إما كتابية أو صورية على علب السجائر، ولكن ما هو تأثير هذه التحذيرات، وهل الصور أقوى من الكتابة أم العكس صحيح؟
في دراسة جديدة من نوعها، وجد باحثون أن وجود صور تحذيرية على علب السجائر تساعد المدخنين في محاولة الإقلاع عن التدخين بشكل أكبر وأقوى من تلك التحذيرات الكتابية.
إذ أوضحت الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية JAMA Internal Medicine أن صناعة التبغ تصرف 9.17 مليار دولار أمريكي على الإعلانات، وهو ما يعادل أكثر من مليون دولار في كل ساعة، في المقابل، فإن التدخين يسبب ستة ملايين وفاة سنوياً حول العالم!
ولأهمية هذا الموضوع، اكدت دراسة تمت في عام 1966 على ضرورة وضع تحذيرات على علب السجائر، ولكن منذ ذلك الحين، وحسبما بين الباحثون القائمون على الدراسة الحالية، فإن الحكومات والدول فشلت في إنجاز تحذيرات فعالة جديدة.
ولأجل ذلك، عكف الباحثون على دراسة أثر الصور والكلمات التحذيرية التي توضع على علب السجائر، لمعرفة أثر كل منها في مساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين. وبسبب قلة الدلائل العلمية حول ذلك، لم ينجح المركز الأمريكي للسيطرة على الامراض والوقاية منها CDC في إلزام شركات تصنيع السجائر من وضع الصور التحذيرية على العلب.
كيف جرت الدراسة؟
استخدم الباحثون في التجربة أربع صور تحذيرية مرفقة بنص حول الموضوع، بالإضافة إلى استخدامهم لأربع عبارات تحذيرية، والتي بدأ استخدامها منذ عام 1985.
من ثم قام الباحثون باستهداف 2,149 شخصاً بالغاً إلا أن 1,901 شخصاً فقط أكملوا التجربة، ووزع الباحثون علب السجائر على المشتركين، سواء تلك التي تحتوي على صور أو كتابة تحذيرية، وطلب منهم استخدامها لفترة وصلت إلى أربعة أسابيع.
وقام الباحثون بزيارات دورية ومنتظمة أسبوعياً، كما طلب منهم ملء بعض الاستمارات في بداية التجربة وبعد كل زيارة أسبوعية.
وبينت النتائج أن المدخنين الذين استخدموا علب السجائر التي تضم صور تحذيرية حاولوا الإقلا عن التدخين بشكل اكبر، وذلك مقارنة مع الذين استخدموا العلب التي تحتوي على الكتابة التحذيرية فقط.
حيث حاول 40% من المشتركين الذين استخدموا العلب التي تضم الصور التحذيرية في الإقلاع عن التدخين، مقارنة بـ 34% من الذين استخدموا علب تضم عبارات تحذيرية. كما أن 5.7% من المشتركين الذين حاولوا الإقلاع عن التدخين بسبب الصور التحذيرية الموجودة على علب السجائر نجحوا بذلك لمدة أسبوع واحد، مثارنة مع 3.8% من مشتركي المجموعة الثانية.
وأفاد الباحثون ان الفروقات بين المجموعتين ليست بالكبيرة، ولكن قد تترك اثر ملحوظ على مجتمع أكبر ولفترات زمنية أطول، لذلك من الضروري القيام بمزيد من الدراسات المستقبلية حول هذا الموضوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق