البواسير
تُعرّف البواسير أو الباسور (بالإنجليزية: Hemorrhoids) بأنّها حالة صحية تتمثل بانتفاخ والتهاب
الأوردة حول فتحة الشرج أو في الجزء السفلي من المستقيم (بالإنجليزية: Rectum)، وتُعدّ من المشاكل الصحية
التي يشيع حدوثها بين الرجال والنساء، وحقيقة تُصنّف البواسير إلى نوعين اثنين؛ الأول
يُعرف بالباسور الداخلي (بالإنجليزية: Internal Hemorrhoids) والنوع الثاني يعرف بالباسور الخارجي (بالإنجليزية: External hemorrhoids)،
وأمّا الباسور الداخلي فهو الذي يظهر في الطبقة المُبطنة للشرج أو المستقيم السفلي،
وأمّا الباسور الخارجيّ فيظهر تحت الجلد في الجزء المحيط بفتحة الشرج، وتوجد بعض الحالات
التي تتصل فيها البواسير الداخلية بالخارجية وما يجدر التنبيه
إليه أنّ مرض البواسير يُعدّ المشاكل الصحية الشائعة إلى حدّ ما فبالاستناد إلى نتائج الدراسة المُجراة من قبل المركز الوطني للمعلومات
التقنية الحيوية (بالإنجليزية: National Center for
Biotechnology Information) عام 2011 م تبيّن أنّ نسبة المصابين بالبواسير
تُقدّر بما يُعادل 4.4% من مجموع سكان العالم، وإنّ هذه النسبة تُمثل بالتحديد المصابين
بالباسور المصحوب بالأعراض
تُقسّم البواسير بناءً على شدّة الخطورة إلى أربع
درجات، والتي يُمكن بيانُها على النّحو الآتي
الدرجة الأولى: تقع البواسير في هذه الحالة فوق
الخط المسنن المعروف بالخط المشطي، ولا تبرز هذه البواسير عند الإجهاد أو الشدّ، بمعنى
أنّها غير مرئية من الخارج.
الدرجة الثانية: تبرُز البواسير عند التوتر في القناة
الشرجية البعيدة إلى الخط المسنن، ولكنّها تتراجع بشكلٍ تلقائي.
الدرجة الثالثة: تبرُز البواسير خارج القناة الشرجية
البعيدة بحيث لا يُمكن تغيير موضعها إلا يدويًا، وبالتالي فإنّ هذه البواسير تكون مرئية
عند القيام بفحص فتحة الشرج من الخارج.
الدرجة الرابعة: لا يُمكن إعادة تغيير موضع البواسير
في هذه الحالة، فظهور البواسير في هذه الحالة يكون دائمًا.
تعتمد طبيعة الأعراض التي تظهر على المصابين بالباسور
على نوع البواسير التي يُعاني منها، وبشكل عام يمكن بيان الأعراض بحسب نوع البواسير
كما يأتي
أعراض البواسير الداخلية
تتكون البواسير الداخلية في الجزء المبطن للمستقيم
كما أسلفنا، وبسبب قلة الأعصاب في هذه المنطقة، فإنّه في الغالب لا يشعر المصاب بأي
ألم ولا يُحسّ بوجودها كذلك، ومن الأعراض والعلامات التي قد تدل على وجود البواسير
الداخلية ما يأتي:
ظهور الدم في البراز، ويمكن ملاحظة ذلك بوجود دم
في المرحاض أو ظهوره على ورق المرحاض بعد المسح.
أعراض البواسير الخارجية
تتكون هذه البواسير تحت الجلد حول منطقة الشرج وتُسبب الأعراض الآتية
الشعور بحكة أو انزعاج في منطقة الشرج. الشعور بألم
في المنطقة. انتفاخ حول منطقة الشرج. حدوث نزيف. ظهور أعراض أخرى في حال تكونت خثرة
دموية في الباسور الخارجيّ، وتتمثل هذه الأعراض بالشعور بالألم الشديد، والانتفاخ الملحوظ،
بالإضافة إلى التهاب المنطقة وظهور كتلة فيها.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بالبواسير
بشكل عامّ يكمن السبب الرئيس في تكون البواسير في
زيادة الضغط المُحدث في الأوردة الموجدة في المستقيم أو فتحة الشرج، ومن العوامل التي
تزيد فرصة حدوث ذلك نذكر الآتي
الشد الزائد عن الحاجة أو الجلوس على المرحاض لفترة
طويلة. الإصابة بالإمساك أو الإسهال بشكل مزمن. قلة المحتوى الغذائي من الألياف. قلة
ممارسة الأنشطة البدنية والحركة إجمالًا. الإصابة بأحد أمراض ومشاكل الكبد. ضعف العضلات
في المنطقة المحيطة بفتحة الشرج، وذلك إمّا بسبب المعاناة من السلس البرازي، وإمّا
بسبب الخضوع لجراحة في منطقة الشرج، أو نتيجة التقدم في العمر. السمنة أو الحمل.
تشخيص الإصابة بالبواسير
لا يمكن الاعتماد على الأعراض والعلامات التي سبق
ذكرها لتشخيص الإصابة بالبواسير بشكل قطعيّ؛ فقد تتشابه بعض الأعراض سالفة الذكر مع
أعراض حالات مرضية أخرى؛ ومن ذلك ظهور الدم في البراز؛ إذ يمكن أن يظهر الدم في البراز
عند الإصابة ببعض مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى، ولذلك لا بُدّ من التوجه إلى الطبيب
المختص للحصول على التقييم والتشخيص المناسبين، وفي الغالب تتمثل خطوات تشخيص الإصابة
بالبواسير كما يأتي
الفحص الجسدي: ويتمثل هذا الفحص بتفقد الطبيب المختص
لأي علامات تدل على نشوء الباسور، بما في ذلك انتفاخ الأوردة في المنطقة السفلية. فحص
المستقيم الرقمي: (بالإنجليزية: Digital rectam examination)،
ويتم هذا الفحص بارتداء الطبيب المختص قفازة وتطبيق ملين أو مُزلق ثم ادخال اصبعه في
المستقيم بهدف التأكد من وجود الباسور أو نفي ذلك. تنظير الشرج: (بالإنجليزية: Anoscopy)، وفيه يتم استخدام أنبوب
مُجوّف مصحوب بضوء ليتم إدخاله عبر فتحة الشرج، وبذلك يتم الكشف عن وجود البواسير الداخلية.
تنظير المستقيم: (بالإنجليزية: Proctoscopy)،
ويتم في هذا النوع من التنظير استخدام أنبوب مجوف كذلك مصحوب بضوء، ولكنّه يعمد إلى
إعطاء صورة عن المستقيم بأكمله. التنظير السيني: (بالإنجليزية: Sigmoidoscopy)، يتم هذا الفحص باستخدام
منظار مرن مُزوّد بضوء لفحص الجزء السفلي من المستقيم، ويمكن من خلال هذا الفحص أخذ
عينة من نسيج القولون من أجل تحليلها مخبريًا. تنظير القولون: (بالإنجليزية: Colonoscopy)، يتم هذا الفحص باستخدام
منظار طويل مرن للكشف عن القولون الذي يُعرف أيضًا بالأمعاء الغليظة، ومثل هذا النوع
من الفحوصات يُتيح إمكانية أخذ عينة من النسيج المعنيّ لفحصه مخبريًا، فضلًا عن إمكانية
اعتماده لعلاج بعض المشاكل الصحية التي تُكتشف أثناء هذا الفحص.
الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب
على الرغم من اعتبار البواسير حالة صحية تستدعي
التدخل الطبيّ غالبًا، إلا أنّه توجد مجموعة من الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب
بشكل أكثر أهمية، ومن هذه الحالات نذكر ما يأتي
حدوث نزيف غير طبيعيّ من فتحة الشرج أو من المستقيم،
فبالرغم من اعتبار البواسير من أكثر الأسباب المؤدية لحدوث هذا النوع من النزيف شيوعًا،
إلا أنّه توجد بعض الحالات الأخرى التي قد تُسبب هذا النزيف كما أسلفنا، بما فيها داء
الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Disease)
وبعض أنواع الأورام، ولذلك يجدر عدم إهمال الحالات
التي يظهر فيها الدم في البراز.
أخذ الشخص المعني لأيّ أدوية تساعد على منع تخثر
الدم، مثل: أبيكسبان (بالإنجليزية: Apixaban)،
وريفاروكسيبان (بالإنجليزية: Rivaroxaban)،
ودابيغاتران (بالإنجليزية: Dabigatran)،
والوارفارين (Warfarin). ظهور أعراض أخرى إلى جانب النزيف الشرجيّ، مثل الشعور بخفة في الرأس أو
ضعف عام؛ فمثل هذه الأعراض قد تدل في بعض الحالات على خسارة كمية كبيرة من الدم، الأمر
الذي يستدعي التدخل الطبي الفوري. الشعور بألم في البطن؛ وذلك لأنّ البواسير لا تُسبب
ألمًا في البطن في العادة. الباسور المتدلي الذي لا يمكن إرجاعه للداخل بإحداث ضغط
على المنطقة. الشعور بألم شديد للغاية، فمثل هذه الحالات قد تدل على تكون خثرة دموية
في الباسور الخارجيّ، الأمر الذي يستدعي التدخل الفوري الطبي كذلك.
إنّ بعض حالات الإصابة بالبواسير يمكن أن تُشفى
من تلقاء نفسها دون الحاجة لأيّ تدخل طبيّ، وذلك في غضون بضعة أيام، وفي هذه الأثناء
يجدر بالمصاب أخذ القسط الوفير من الراحة إضافة إلى ضرورة تجنب ممارسة أي نشاط يُحدث
الضغط أو الشدّ على المنطقة، وبشكل عام يمكن القول إنّه في حال معاناة الشخص المصاب
بالبواسير من حدوث نزيف شرجيّ متقطع بين الفينة والأخرى، وبحيث يكون هذا النزيف بسيطًا؛
فإنّ المصاب لا يحتاج لأكثر من إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة، وسيأتي بيان النصائح
المتعلقة بهذه التغييرات في فقرة منفصلة أدناه وقد يُفضّل في بعض
الحالات البسيطة أو حتى المعتدلة في الشدة اللجوء لبعض الخيارات العلاجية التي تُباع
دون وصفة طبية، وتحديدًا إذا كان الباسور خارجيًا، ومن الأدوية التي تُباع دون وصفة
طبية ما يكون على شكل مرهم أو كريم أو حتى تحاميل تُوضع في الشرج، إذ تساعد هذه الخيارات
العلاجية على تخفيف الحكة والانتفاخ وحتى الألم المصاحب للباسور، ولكن يُنصح بعدم استخدام
هذه المنتجات لأكثر من أسبوع واحد، وتجدر مراجعة الطبيب في حال عدم الشعور بتحسن بعد
أخذ هذه الأدوية بأسبوع، كما تجدر مراجعة الطبيب في حال تسببت هذه الخيارات العلاجية
بأي جفاف في المنطقة أو طفح جلديّ
ولكن في حال المعاناة من البواسير الشديدة، عادة ما يلجأ الطبيب المختص لأحد الإجراءات الطبية التي يأتي بيان أهمّها فيما يأتي
:
ربط الشريط المطاطي: (بالإنجليزية: Rubber band ligation)،
يُلجأ لهذا النوع من الإجراءات الطبية في الغالب في الحالات التي يُعاني فيها المصاب
من البواسير الداخلية المصحوبة بالنزيف أو المُتدلية، ويتم هذا الإجراء بوضع الطبيب
المختص شريطًا مطاطيًا في قاعدة الباسور بحيث يُسبب هذا الشريط إيقاف التروية الدموية،
وإنّ الجزء المربوط من البواسير عادة ما يسقط خلال أسبوع من تطبيق هذا الإجراء، ولكن
يجدر التنبيه إلى أنّ هذا الإجراء لا يصح أن يتمّ إلا من قبل طبيب مختص، ولا يجوز للآخرين
تجربته من تلقاء أنفسهم التخثير الضوئي بالأشعة تحت الحمراء: (بالإنجليزية: Infrared photocoagulation)،
يستخدم الطبيب المختص أداة لتسليط الأشعة فوق الحمراء على البواسير الداخلية، وإنّ
الحرارة الصادرة عن الأشعة تحت الحمراء لها القدرة على تكوين ندبة تُسبب قطع التروية
الدموية عن الباسور وبالتالي تقليص حجمه التخثير الكهربائي:
(بالإنجليزية: Electrocoagulation)،
تُشبه هذه الآلية التخثير الضوئي ولكنّ الفرق يكمن في أنّه بالتخثير الكهربائيّ يتم
تسليط إشارات كهربائية على البواسير الداخلية، وذلك بهدف تكوين ندبة تُسبب قطع التروية
الدموية عن الباسور وبالتالي تقليص حجمه كذلك المعالجة بالتصليب:
(بالإنجليزية: Sclerotherapy)،
يقوم مبدأ هذا الخيار الجراحي على حقن دواء كيميائي في الباسور من أجل تقليص حجمه،
هذا بالإضافة إلى إمكانية استخدام الحرارة أو الضوء أو حتى التبريد من أجل تحقيق ذلك الاستئصال الجراحيّ: (بالإنجليزية:
Surgical removal)، تُعدّ الجراحة الخط العلاجي
الأخير الذي يُلجأ إليه، وذلك في حال المعاناة من الألم الذي لا يخف ولا يتحسن، وكذلك
في حال تأثير البواسير في جودة حياة المصاب وقدرته على ممارسة أنشطته اليومية.
نصائح للتخفيف من حدة البواسير
بداية يجدر التنويه إلى أنّه بالإمكان الوقاية من
الإصابة بالبواسير أو على الأقل تقليل فرصة المعاناة منها بالحرص على شرب كميات كافية
من الماء، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بالإضافة إلى التركيز على المواد الغذائية
الغنية بالألياف وأمّا بالنسبة للنصائح والإرشادات التي
تساعد مرضى البواسير وخاصة الحالات البسيطة أو المتوسطة منه فيمكن بيان أهمّها فيما
يأتي
استخدام حمّام المِقعدة مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا،
ولمدة 15-20 دقيقة في المرة الواحدة، ويُنصح بأن تكون المياه المُستخدمة دافئة بعض
الشيء مع الحرص على غمر الوركين والأرداف فيها، إذ يمكن بتطبيق هذه النصيحة للتخفيف
من الحكة والتهيج في المنطقة، ويجدر الحرص عى تجفيف المنطقة جيدًا بعد الانتهاء لتقليل
فرصة التهيج. تجنب الشد أو الدفع الزائد أثناء الإخراج. الحرص على نظافة المنطقة بتنظيفها
بالماء الدافئ يوميًا، ثمّ تجفيفها بالتربيت عليها تجنبًا للتهيج. الجلوس على وسائد
بدلًا من الأسطح الصلبة لتجنب تكون بواسير جديدة بالإضافة إلى مساعدة ذلك على تخفيف
الانتفاخات الموجودة.
أضرار البواسير
في الحقيقة عادةً ما تكون الإصابة بالبواسير مزمنة
ومؤلمة إلّا أنها لا عادةً تُسبب المضاعفات، وفي حالات نادرة قد تظهر بعض المضاعفات
مثل
فقر الدم: (بالإنجليزية:
Anemia) قد تؤدي الإصابة المزمنة بالبواسير إلى
فقدان الدم المزمن الذي يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، الأمر الذي يؤدي إلى نقص في كريات
الدم الحمراء المهمة لنقل الأكسجين لخلايا الجسم
الباسور المُختنق: (بالإنجليزية: Strangulated hemorrhoid) والذي يحدث نتيجة توقف تدفق الدم للباسور الداخلي مما يُسبب ألمًا شديدًا.
الباسور المخثر: (بالإنجليزية: Thrombosed hemorrhoid) في بعض الحالات قد تتكون الجلطة الدموية بداخل الباسور، وقد يُسبب تمزق
الباسور نتيجتها إلى الشعور بالمزيد من النزف والألم، ولكن عادة ما يُشفى الجرح من
تلقاء نفسه، وفي بعض الحالات قد تتشكل الزوائد الجلدية في مكانه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق