مرض السكري
يُعرّفُ مرض السّكريّ (بالإنجليزية: Diabetes mellitus) على أنّه مجموعة من الأمراض الأيضيّة التي تتمثل بحدوث مشاكل على مستوى
هرمون الإنسولين (بالإنجليزية:
Insulin)، فإمّا أن يكون إنتاج الإنسولين
غير كافِ، وإمّا أن تكون استجابة خلايا الجسم للإنسولين غير سليمة، وإمّا أن يُعاني
الشخص من هاتين المشكلتين في وقت واحد، ممّا يؤدي إلى ارتفاع نسبة سُكّر الجلوكوز في
الدّم. ومن الجدير بالذّكر أنّ الجلوكوز هو مصدر الطاقة الرئيسيّ للدماغ وللخلايا التي
تشكل العضلات والأنسجة في الجسم، إلّا أنّ ارتفاع مستواه في الدّم يؤدي إلى مشاكل صحية
خطيرة.
كيف تتخلص من مرض السّكري
.يُعتبر مرض السّكري مشكلة صحية مزمنة، أي أنّه مرضٌ يتطلّب استخدام العلاج مدى الحياة للسيطرة على مُستويات الجلوكوز في الدّم. وفي الحقيقة لا يوجد علاج معروف يؤدي إلى الشفاء التّام من مرض السّكري، إلّا أنّ اتّباع نمط حياة صحيّ بالإضافة إلى الالتزام بتناول الأدوية التي يصرفها الطبيب يجعل السيطرة على مُستويات السكر في الدّم أمراً ممكناً، ممّا يُمكّن مرضى السّكري من عيش حياة طبيعيّة. وفي الحقيقة أثبتت الدراسات أنّه يُمكن لبعض الأشخاص المُصابين بمرض السّكري من النّوع الثاني التّخلص من أعراض المرض عن طريق إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة فقط، ودون الحاجة لاستخدام الأدوية
تعديلات نمط الحياة
هُناك مجموعة من الإجراءات والتغييرات التي يجب
إجراؤها على نمط حياة المصاب للمساعدة على السيطرة على مرض السّكري والتّقليل من حدوث
المُضاعفات، ومن هذه الإجراءات ما يلي:
تناول الطعام الصّحي: يُنصح مرضى السكري بالحدّ
من تناول الأطعمة الغنية بالدهون، والسعرات الحرارية، بالإضافة إلى التركيز على الفواكه
والخضروات والحبوب الكاملة للحصول على كميات كبيرة من الألياف.
مُمارسة التمارين الرياضية: يُنصح بممارسة التمارين
الرياضية 30 دقيقة على الأقل بشكلٍ يوميّ لمدة 5 أيام في الأسبوع، ومن الأمثلة على
التمارين الرياضية التي يُنصح بممارستها:المشي السريع، وركوب الدراجة، والسباحة
فقدان الوزن: حيثُ تُعدُّ السيطرة على الوزن، وفقدان
5-10% من الوزن الحالي للأشخاص الذين يعانون من السُّمنة، جُزءاً مُهمّاً في الوقاية
من خطر الإصابة بمرض السّكري.
الإقلاع عن التدخين: حيثُ إنّ التدخين يلعب دوراً
في ظهور مشكلة مقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance) والتي تتمثل بعدم
استجابة خلايا الجسم للإنسولين.
الخيارات الدوائيّة
هُناك مجموعة من الخيارات الدوائية المُستخدمة في
علاج مرض السّكري، ويتمّ اختيار العلاج المُناسب بناءً على نوع مرض السكري الذي يُعاني
منه المُصاب. وتشمل الخيارات الدوائية ما يأتي
الإنسولين
يُعتبر الإنسولين خياراً رئيسيّاً في علاج مرض السّكري
من النّوع الأول، وقد يُستخدم أحياناً في علاج مرضى السكري من النوع الثاني وسكري الحمل.
وفي الحقيقة يُعطى المصابون الإنسولين عن طريق الحقن أو مضخات الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin pump). ويكون امتصاص الإنسولين أكثر فعالية عند حقنه في البطن، ويلي ذلك الذراعين،
والفخذين، والأرداف. ويتوّفر الإنسولين بأشكال مُختلفة، وقد يصف الطبيب نوعاً واحداً
منها أو أكثر بناءً على حاجة المريض للإنسولين على مدار اليوم. ومن هذه الأشكال ما
يلي
الإنسولين الإنسولين سريع المفعول: (بالإنجليزية: Rapid-acting insulin) ويبدأ تأثير هذا النوع من الإنسولين خلال بضع دقائق، ويستمر مفعوله لبضع
ساعات.
الإنسولين قصير المفعول: (بالإنجليزية: Short-acting insulin) ويُطلق عليه أيضاً اسم الانسولين العادي (بالإنجليزيّة: Regular insulin)،
ويستغرق هذا النّوع حوالي 30 دقيقة ليُعطي تأثيره الكامل، ويستمر مفعوله لمدة 3-6 ساعات.
الإنسولين متوسط المفعول: (بالإنجليزية: Intermediate-acting insulin)
يبدأ هذا النوع بالعمل بشكل كامل بعد ساعتين إلى
أربع ساعات، ويُمكن أن يستمر مفعوله لمدة تصل إلى 18 ساعة
الإنسولين طويل المفعول: (بالإنجليزية: Long-acting insulin) يمكن لجرعة واحدة من هذا النّوع أن تعمل لمدة يوم كامل.
أدوية أخرى غير الإنسولين
إضافة إلى الإنسولين، هناك مجموعات دوائية أخرى
يمكن أن يصفها الطبيب في حال المعاناة من مرض السكري، ومنها ما يُعطى على شكل حبوب
فموية، ومنها ما يُعطى عن طريق الحقن، وتختلف هذه الأدوية في طريقة عملها؛ فمنها ما
يعمل على تحفيز إفراز الإنسولين من البنكرياس، ومنها ما يمنع إطلاق الجلوكوز من الكبد،
ومنها ما يعمل على تثبيط عمل إنزيمات المعدة والأمعاء التي تُحطّم الكربوهيدرات، وهناك
أنواع أُخرى تعمل على زيادة استجابة خلايا الجسم للإنسولين
خيارات علاجية أخرى
إضافة إلى ما سبق، هناك خيارات علاجية أخرى يمكن
اللجوء إليها للسيطرة على مرض السكري، نذكر منها ما يلي
زراعة البنكرياس: (بالإنجليزية: Pancreas transplant) تُعتبر عملية زراعة الأعضاء بشكل عام إجراءً ذا مخاطر جدّية، حيثُ يحتاج
المريض لأخذ أدوية مُثبطّة للمناعة مدى الحياة، وذلك لمنع رفض الجسم للعضو المزروع،
كما يمكن أن يكون لهذه الأدوية آثار جانبية خطيرة. لهذا السبب عادةً ما يتم إجراء عملية
زراعة البنكرياس للأشخاص المُصابين بمرض السكري من النوع الأول والذين لا يمكن السيطرة
على المرض لديهم، أو أولئك الذين يحتاجون أيضًا إلى زراعة الكلى.
جراحة إنقاص الوزن: بالإنجليزية: Bariatric surgery
يُمكن للأشخاص المصابين
بداء السكري من النوع الثاني والذين يعانون من السمنة، أو الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم
(بالإنجليزية:
Body mass index) لديهم عن 35 أن يستفيدوا من هذا النوع من
الجراحة، حيثُ وُجدَ أنّ المرضى الذين خضعوا لعملية تحويل مسار المعدة (بالإنجليزية: Gastric bypass
قد تحسّنت لديهم
مُستويات السكر في الدّم، وبكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذا الإجراء غير مُخصص لمرضى السكري
على وجه التحديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق