التخدير والبنج
يُعرف البنج طبياً بالدواء المخدر (بالإنجليزية: Anesthetic)، ويهدف التخدير إلى تقديم
الرعاية الشاملة للمرضى قبل الجراحة أو الولادة، وأثناءها، وبعدها، إضافة إلى تقديم
الرعاية للمرضى ذوي الحالات الحرجة، وعلاج الألم الحاد والمزمن. وقد أدت التطورات في
ممارسة طب التخدير إلى اعتباره إجراءً آمناً للغاية؛ حيث يصل خطر وفاة شخص سليم بسبب
التخدير إلى شخص واحد بين كل 200 ألف شخص ويُعرف التخدير بإعطاء دواء خاص بهدف السماح
بالقيام الإجراءات الطبية دون ألم، وفي بعض الحالات، دون أن يكون المريض على علم بما
يحدث أثناء العملية. ويُستخدم التخدير في مجموعة واسعة من الإجراءات، تتراوح بين العمليات
الجراحية شديدة التوغل، مثل: جراحة القلب المفتوح، إلى الإجراءات البسيطة مثل: خلع
الأسنان
كيفية عمل البنج
لا تُعرف الطريقة الدقيقة التي يعمل بها البنج،
إلا أنّه يعتقد أنّه يعمل من خلال تغيير نشاط البروتينات الغشائية في الغشاء العصبي.
ومن الجدير بالذكر أنّ أدوية البنج تؤثر في عدد كبير من المركبات الكيميائية في الدماغ
مما يسبب التسكين، وفقدان الذاكرة، وعدم الحركة. وتؤثر أدوية التخدير في العديد من
المناطق في الجهاز العصبي المركزي مثل: القشرة الدماغية (بالإنجليزية: Cerebral cortex)؛ وهي الطبقة الخارجية للدماغ،
والتي تتحكم في المهام المتعلقة بالذاكرة، والانتباه، والإدراك وغيرها الكثير من الوظائف،
كما تؤثر الادوية المخدرة في المهاد (بالإنجليزية:
Thalamus) الذي يتحكم بنقل المعلومات من الحواس الخمسة
إلى القشرة الدماغية ويعمل على تنظيم النوم، والاستيقاظ ، والوعي. وتتضمن المناطق الأخرى
من الدماغ التي يؤثر فيها البنج: الجهاز التَّنشيطيُّ الشَّبَكِيّ (بالإنجليزية: Reticular activating system) الذي يلعب دوراً مهماً في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، والحبل الشوكي
(بالإنجليزية
: Spinal cord) الذي ينقل المعلومات من الدماغ إلى الجسم وبالعكس، كما يضم الدوائر التي
تسيطر على ردود الفعل والأنماط الحركية الأخرى. وتضم الناقلات العصبية والمستقبلات
التي يؤثر فيها البنج ما يأتي
مستقبلات ن-مثيل-د-أسبارتات: (بالإنجليزية: N-Methyl-D-aspartic acid (NMDA)،
يعلب هذا المستقبل دوراً مهماً في الاتصال بين الخلايا العصبية، كما أنّ له دور في
تنظيم عمل الذاكرة.
مستقبلات 5-هيدروكسي تريبتامين: (بالإنجليزية:
5-Hydroxytryptamine (5-HT) receptors)،
تلعب هذه المستقبلات دوراً في السيطرة على إطلاق عدد من الناقلات العصبية والهرمونات
الأخرى، ويتم تنشيطها عادة من قبل الناقل العصبي السيروتونين.
مستقبلات الجلايسين: (بالإنجليزية: Glycine receptor) يعمل الجلايسين كناقل
عصبي، وله عدد من الأدوار ومن بينها تحسين نوعية النوم.
أنواع البنج
التخدير الموضعي: (بالإنجليزية: Local anesthesia)، تُعطى أدوية التخدير الموضعي
عادة على شكل حقنة أو رذاذ أو مرهم، لتخدير منطقة صغيرة محددة من الجسم مثل: القدم،
أو اليد، أو رقعة من الجلد. ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من التخدير لا يسبب فقدان
الوعي بل يبقى المريض مستيقظاً أو مخدّراً، اعتماداً على الإجراء المطلوب، كما أنّ
تأثير التخدير الموضعي يدوم لفترة قصيرة من الوقت، وكثيراً ما يُستخدم في إجراءات المرضى
غير المُنوّمين في المستشفى كما هو الحال عندما يأتي المرضى لإجراء العملية الجراحية
والعودة إلى المنزل في نفس اليوم. كما أنّ هذا النوع من التخدير يُستخدم بشكل كبير
من قبل طبيب الأسنان أو طبيب الأمراض الجلدية.
التَّخْديرُ النَّاحِيّ: (بالإنجليزية: Regional anesthesia)، يتم هذا النوع من التخدير
من خلال حقن الدواء المخدر بالقرب من مجموعة من الأعصاب، مما يسبب تخدير منطقة أكبر
من الجسم كما هو الحال بتخدير منطقة أسفل الخصر بعد إعطاء الدواء المخدر في منطقة فوق
الجافية للنساء في وقت المخاض. كما يمكن أن يُستخدم التخدير الموضعي بشكل عام لزيادة
شعور الشخص بالراحة أثناء العملية الجراحية وبعدها، وقد يتم الجمع بين التخدير النَّاحِيّ
والعام في كثير من الأحيان.
التخدير العام: (بالإنجليزية: General anesthesia)، يسبب هذا النوع من التخدير
فقدان الوعي بشكل تام أثناء العملية، مع عدم وجود وعي أو تذكر لأحداث العملية الجراحية.
ويمكن إعطاء التخدير العام من خلال إبرة في الوريد تعطى في الذراع عادة أو عن طريق
استنشاق الغازات أو الأبخرة من خلال استنشاق الدواء المخدر عن طريق قناع أو أنبوب.
ومن الجدير بالذكر أنّ التخدير الذي يُعطى عن طريق الوريد يعمل بسرعة أكبر مقارنة مع
الغاز كما أنّه يختفي بسرعة من الجسم مما يسمح للمرضى بالعودة إلى بيوتهم بعد الجراحة،
أما التخدير الذي يُعطى عن طريق الاستنشاق فإنّه يستغرق فترة أطول ليتعافى من بعده
المريض.
الآثار الجانبية للبنج
الآثار الجانبية للتخدير الموضعي: تُعدّ الآثار
الجانبية بعد هذا النوع من التخدير أقل شيوعاً مقارنة بالتخدير العام. وفي كثير من
الأحيان قد لا تحدث آثار جانبية بعد هذا النوع من التخدير، إلا أنّ بعض المرضى قد يعانون
من الحكة أو الألم في مكان حقن الدواء.
الآثار الجانبية للتخدير العام: تُقسم الآثار الجانبية
للتخدير العام إلى شائعة، وأخرى نادرة لكنّها خطيرة، وهي كما يلي:
الآثار الجانبية للتخدير الموضعي: تُعدّ الآثار
الجانبية بعد هذا النوع من التخدير أقل شيوعاً مقارنة بالتخدير العام. وفي كثير من
الأحيان قد لا تحدث آثار جانبية بعد هذا النوع من التخدير، إلا أنّ بعض المرضى قد يعانون
من الحكة أو الألم في مكان حقن الدواء.
الآثار الجانبية للتخدير العام: تُقسم الآثار الجانبية
للتخدير العام إلى شائعة، وأخرى نادرة لكنّها خطيرة، وهي كما يلي:
الغثيان والتقيؤ: يُعدّ الغثيان والتقيؤ من التأثيرات
الجانبية الشائعة جداً، والتي تحدث خلال الساعات القليلة الأولى أو الأيام القليلة
بعد الجراحة.
التهاب الحلق: يحدث التهاب الحلق بسبب الأنبوب الذي
يتم وضعه في الحلق للمساعدة على التنفس أثناء فقدان الوعي.
الهذيان بعد العملية الجراحية: قد يشعر المريض بالارتباك
عند استعادة الوعي بعد الجراحة، كما قد يواجه مشاكل في التذكر أو التركيز.
آلام العضلات: يمكن أن تسبب الأدوية التي تُستخدم
في إرخاء العضلات أثناء إدخال أنبوب التنفس وجعاً في العضلات.
لقشعريرة وانخفاض حرارة الجسم: يحدث هذا التأثير
لدى نصف المرضى الذين يستعيدون وعيهم بعد الجراحة تقريباً. الحكة، وجفاف الفم، وبحة
الصوت.
الآثار الجانبية النادرة والخطيرة: وتضم ما يلي:
الهذيان بعد العملية الجراحية أو الخلل المعرفي:
قد يستمر الارتباك وفقدان الذاكرة لمدة أطول من بضع ساعات أو أيام في بعض الحالات،
وهي حالة تُعرف بالضعف المعرفي بعد العملية الجراحية، وقد تسبب هذه الحالة مشاكل طويلة
المدى على الذاكرة والتعلم لدى بعض المرضى، وتُعد هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى كبار
السن وأولئك الذين يعانون من أمراض لقلب، وخاصة قصور القلب الاحتقاني، أو مرض باركنسون،
أو مرض الزهايمر.
فرط الحرارة الخبيث: (بالإنجليزية: Malignant hyperthermia)،
وهي حالة طبية خطيرة، تتمثل بحدوث ارتفاع سريع في درجة الحرارة.
التقييم قبل البنج
ينبغي تقييم المريض بشكل كامل وشامل قبل إعطائه
البنج، ويشمل التقييم الكامل والشامل للمرضى قبل التخدير التأكد مما يلي
ردود الفعل على التخدير السابق. الحساسية التي يعاني
منها المريض لأي شيء. المكملات العشبية التي يتناولها الميض حالياً. جميع الأدوية التي
يستخدمها المريض في الوقت الحاضر، سواء كانت تستلزم وصفة طبية أو لا. بعض الممارسات
الحياتية مثل: تدخين السجائر، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق